ما هي مدة الإيلاج المُرضية؟
تختلف مدة الإيلاج وكيفيتها حسب الأشخاص، بل وتختلف بين الشخصين نفسهما من وقت لآخر، وفق الحالة النفسية والجسدية والإثارة، لكن يوجد حد أدنى طبي لوقت الإيلاج، وما أقل منه يراه الطب مشكلة تُعرف باسم "سرعة القذف".
لا يوجد رأي علمي قاطع حول المشكلة، إذ تحدد تقارير عدة الحد الأدنى للعلاقة الصحيحة بـ4.5 دقائق، وأخرى تجعلها بين 3 و7 دقائق. وحول ذلك، تقول خبيرة الصحة العامة والصحة الجنسية الطبيبة علياء جاد: "سرعة القذف هي أن يقذف الرجل بعد مدة قصيرة من العملية الجنسية بحيث لا يشعر الزوجان أنها كانت كافية. وفي التعريف يُقال أقل من 6 دقائق في المعدل، لكني لا أحب تحديد المدة الزمنية هكذا لأنه لو اكتفى زوجان بعد خمس دقائق، فالأمر يكون طبيعياً".
وتردف جاد لرصيف22: "الطبيعي أن تكون ذروة القدرة الجنسية للرجال بين الـ20 والـ30، وتقلّ تدريجياً بعد ذلك، لكنّ انتشار مشاهدة الأفلام الجنسية يؤثر سلباً على هذه القدرة، ويدفع الرجل لاستخدام العقاقير لزيادة قدرته بشكل يفوق المعدل الطبيعي".
وتقول مريم فاروق في شهادتها لرصيف22 عن رؤيتها للمدة المُرضية للجماع مع شريكها في العلاقة الجنسية: "بدايةً تحقيق الرضا بيننا هو المقياس، سواء طالت مدة الإيلاج أو قصرت، لكن كأنثى أرى أن المدة المناسبة تتراوح بين 10 و15 دقيقة، بشكل متقطع، و5 دقائق في حال الإيلاج المتصل".
وترى مريم أن الرجل يجب أن يراعي المرأة، فيكون الإيلاج سلساً دون ألم، كما أنه ليس مطلوباً في كل مرة في العلاقة. ومن التصورات المغلوطة عن العلاقة الجنسية برأيها، هو "حصرها في عملية الإيلاج، فيما الغائب عن الكثير منهم أن الإيلاج ليس ضرورياً كل مرة".
أما عن رأي الرجل في المدة المُرضية للإيلاج في العلاقة الجنسية فيختلف عن نظرة المرأة. يقول أيمن طارق في شهادته لرصيف22: "المدة المُرضية تتراوح بين دقيقتين و5 دقائق، وأقل من 3 دقائق بشكل متواصل يُعتبر مشكلة طبية". ويرى أيمن أنه كلما طال وقت الإيلاج كان أفضل، ويتفق معه أكثر من شخص تحدث إلى رصيف22.
ويختلف أحمد سعيد مع الرأي السابق، ويرى أن المدة الأطول ليست هي الأفضل، بل ما يحقق رضى الطرفين. ويقول لرصيف22: "الوصول للذروة عند الرجل شيء سهل تحقيقه، لكن عند الأنثى ليس سهلاً، خصوصاً لمن تعرضن لجريمة الختان، ولذلك أنا وشريكتي نتحدث حول الشكل الأفضل للإيلاج، ونراعي متطلباتنا سوياً، وبشكل عام أعتبر المدة التي تقلّ عن 3 دقائق هي مشكلة سرعة قذف يجب علاجها".
هل يتناقش الشريكان حول المشاكل الجنسية؟
كلما كان الرجل والمرأة أكثر تعلماً وفهماً للثقافة الجنسية كلما تقبّلا النقاش حول المشاكل الجنسية التي تواجههما، أما عن عدم تقبل مناقشة ذلك، فيقول الرخاوي: "أعتقد أن اللوم يعود على الرجل أكثر في عزوفه عن مثل ذلك، لأن مجتمعنا الشرقي لا يزال يفرض على المرأة أن تكون أكثر حياءً أو يفترض فيها ذلك على الأقل، والرجل لا يفتح هذه المواضيع نتيجة لغروره غالباً، ولأنه لا يعترف لنفسه بأن الصعوبات الجنسية إن وجدت هي نتيجة خطأ فى طبيعة العلاقة أكثر من كونها خطأ أحد الشريكين".
"معظم الرجال يظنون أن المرأة لو طلبت شيئاً في العلاقة الجنسية فمعنى ذلك التشكيك في رجولتهم، على الرغم من أن الرجل يطلب كل ما يرغب فيه في الجنس"... أطباء وأصحاب تجربة يناقشون مدة الإيلاج المُرضية للشريك بعيداً عن أوهام "البطولة"، والقذف المبكر كمسألة طبية واجتماعية